نشهد فى السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة فى كثير من المعطيات بخصوص احصائيات انتشار مرض السرطان، وكذلك الأعمار الشائعة للإصابة به، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الحديث عن سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال.
فهل للعامل الوراثي أو الجيني دور في تلك الإصابة وكيف يتم علاج سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال، وهل يعود سرطان الغدة الدرقية بعد استئصالها ؟ هذا ما سنتعرف من خلال سطور تلك المقالة وذلك مع الدكتور محمد عادل استشارى جراحة الأورام وجراحات الرأس والرقبة والغدد الصماء.
سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال
من الأمراض التى تصلح نموذجا لدراسة هذا الأمر هو مرض سرطان الغدة الدرقية؛ إذ زادت معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية عالميًا، وهذا بالإضافة لتغير معدلات أعمار الإصابة به، فأصبح من الشائع أن نقوم بتشخيص سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال.
هذا بالإضافة للأخذ في الاعتبار العامل الوراثى أو الجينى فى إصابة الأطفال بأنواع معينة من سرطانات الغدة الدرقية، والتي قد تستدعي في بعض الأحيان إلى استئصال الغدة الدرقية السليمة فى سن مبكرة جدا (قبل حدوث السرطان).
الفرق بين سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال والكبار
سرطان الغدة الدرقية وإن كان نادر الحدوث عند الأطفال، إلا أنه يمثل نسبة معتبرة من الأورام السرطانية التى يتم تشخيصها فى سن الطفولة، ومن المعروف طبيًا أن ورم الغدة الدرقية عند الأطفال صعب من حيث التشخيص وفرص الشفاء فى المرحلة العمرية للأطفال منه عند الكبار، وقد يعود ذلك لعدة أسباب من ضمنها عدم وعى المجتمع والوالدين لإمكانية الإصابة بالسرطان في تلك السن، ومن ضمن الأسباب كذلك الطبيعة البيولوجية “العدوانية” للورم إن صح التعبير.
هل سرطان الغدة الدرقية خطير؟
لا شك أن تشخيص أي نوع من أنواع السرطان شيء يدعو للقلق، ولكن ما تتميز به معظم أنواع سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال أنه يتطور بشكل أبطأ من الأنواع الأخرى من السرطان، وهذا الأمر يرفع من معدلات الشفاء بدرجات كبيرة.
كيف يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال؟
يصاب الأطفال بعقد الغدة الدرقية، والتى قد تكون في بعض الأحيان عقدة سرطانية، ويعتمد التشخيص على مدى قدرة الفريق الطبى فى تقييم الحالة، وعدم استبعاد فرضية الأورام السرطانية، حيث أنه في بعض الأحيان قد يُعرض الطفل على طبيب غير مختص والذى لا يتوقع الإصابة بالسرطان فى مثل هذا السن؛ مما قد يؤدى لتأخر فرصة التشخيص والعلاج على الطفل، أو قد يجرى الطفل جراحة أقل من المفترض فى حالات الإصابة السرطانية؛ مما يؤدى للخضوع لجراحة مكمّلة خلال فترة قصيرة.
كما إن الفحوصات الطبية التي يقوم بها المعالجون المتخصصون مع عدم استبعاد احتمالية الإصابة بالسرطان فى السن الصغير، هما عاملان أساسيان في نجاح التشخيص واختيار الطريقة الأنسب للعلاج.
كيف أعرف أن طفلي يعاني من الغدة الدرقية؟
من المهم متابعة الطفل أثناء مراحله الأولى في النمو، وذلك لملاحظة أي تغير يطرأ عليه، فأول شيء لمعرفة هل الطفل يعاني من الغدة الدرقية؟ هو مراقبة الأعراض التي قد تظهر عليه، ثم عرضه على طبيب متخصص لفحصه وإجراء التحاليل والأشعة اللازمة للتأكد من أن الطفل هل يعاني من الغدة الدرقية أم لا؟
ومن أشهر الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطفل المصاب بسرطان الغدة الدرقية:
- ظهور نتوء في الرقبة.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- إحساس بوجود كتلة في الحلق عند البلع مما يسبب صعوبة في البلع.
- بحة بالصوت غير مبررة.
لابد من العلم أن وجود هذه الأعراض لا يؤكد الإصابة يسرطان الغدة الدرقية والحاجة لعلاج أورام الغدة الدرقية، وعدو وجودها أيضًا لا ينفي عدم الإصابة بالسرطان، وهو ما يؤكد أهمية الفحوصات الأخرى.
علاج سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال
يسرى على الأطفال ما يسرى على الكبار في سرطانات الغدة الدرقية من حيث أدوات التشخيص والعلاج، إذ قد نلجأ عند تشخيص سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال لأخذ عينة من الغدة الدرقية حال الاشتباه، وكذلك نلجأ لتقييم الغدد الليمفاوية لاتخاذ قرار بشأنها، وكذلك قد يخضع الأطفال لجراحة استئصال الغدة الدرقية واستئصال الغدد الليمفاوية إذا لزم الأمر، وقد يخضعون لليود المشع ما بعد الجراحة فى حالات السرطان الحليمى والجريبي بالغدة الدرقية.
مدة عملية استئصال الغدة الدرقية عند الأطفال
تُعد عملية استئصال ورم الغدة الدرقية عند الأطفال هي العلاج الأشهر في علاج سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال، ويوجد عدة طرق لإجراء هذه العملية، فقد يستأصل الجراح جزء من الغدة، أو قد يستأصلها كلها كما هو الحال في غالبية الحالات، ومدة عملية استئصال الغدة الدرقية عند الأطفال تتراوح غالبًا من ساعة إلى ساعتين.
نسبة نجاح عملية الاستئصال عند الأطفال
عملية استئصال الغدة الدرقية من العمليات ذات نسب النجاح العالية، فقد تتخطى نسبة النجاح حاجز الـ 90% في حالة إجرائها بواسطة جراح ذو كفاءة عالية وخبرة كبيرة في هذا المجال مثل الدكتور محمد عادل استشارى جراحة الأورام وجراحات الرأس والرقبة والغدد الصماء، كما تعتمد نسبة النجاح على مرحلة السرطان، فمراحل سرطان الغدة الدرقية تختلف باختلاف طبيعة الخلايا، وحجم الورم، وانتشاره.
في النهاية، سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال بدأت نسبه في الزيادة في الفترة الأخيرة، لذلك يجب الانتباه للأعراض التي تطرأ على الطفل، وإذا أردت الاطمئنان على صحة طفلك، وعلاجه بأفضل الطرق الطبية المتاحة، فلا تتردد في التواصل مع مركز الدكتور محمد عادل استشارى جراحة الأورام وجراحات الرأس والرقبة والغدد الصماء.
الأسئلة شائعة
هل الغده عند الاطفال خطيره؟
نعم، في حالة إهمال علاجها، لأنها قد تؤثر سلبًا على النمو العقلي، والجسدي، والجنسي للطفل؛ مما يؤثر عليه طوال حياته.
هل يمكن الشفاء التام من سرطان الغدة الدرقية؟
نعم، يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الغدة الدرقية، لكن ذلك يعتمد على مرحلة الورم، وموعد اكتشاف السرطان، وهل هو في مراحله المبكرة أم المتأخرة، وكفاءة وخبرة الجراح المُعالج للحالة.