قلنا أن أهم الأسباب فى ظهور الأورام السرطانية بالرأس والرقبة هى عادات الإنسان الضارة .. بدءا ً من التدخين – وهو الأهم على الإطلاق – سواء كان السجائر أو الشيشة أو اعتياد القات، مرورا ً بالكحوليات وخلافه.
وتلك العادات لا تعرّض الإنسان لظهور السرطان فقط، بل تجعله عرضة ً أيضا ً لارتجاع الأورام (ظهورها مرة أخرى بعد استئصالها)، أو لظهور أورام ٍ أخرى جديدة على القرب من الأولى.
وهذه الملاحظة قديمة ًٌ فى الطب.. إذ دوّن العالم ” سلاتر دانلى” فى خمسينيات القرن الماضى ملاحظاته مُطلِـقا ً لفظا ً جديدا ً يسمى ( قابلية السرطنة العامّة / سرطنة حقل الورم Field Cancerization)
وهو ما عنى به أن المنطقة المحيطة بالورم – حتى وإن كانت سليمة من الخلايا السرطانية – إلا أنه قد حدث بها تغيرات نسيجية لا يمكن وقفها حتى بعد توقف التدخين. فتلك الخلايا ظاهريّا ً سليمة.. لكنها جينيا ً مختلفة عن الطبيعى (ليست سرطانية بعد) .. ثم يتحوّر الأمر لتصبح بؤرة سرطانية. وهو ما يعرّض المريض لارتجاع الورم فى ذات مكانه الأولىّ .. أو ظهور بؤرة جديدة قريبة من المكان المستأصل.
وظاهرة الأورام المتزامنة تلك أو المتتالية فى ذات العضو أو المنطقة هى ظاهرة نادرة التشخيص. نعم قد نجدها بصورة أكثر قليلا ً فى أورام الكبد أو أورام القولون، إلا أنها فى أورام الرأس والرقبة أقلّ.
ومع وجود تلك الأورام المتعددة أوالمتزامنة بالرأس والرقبة، وبغضّ النظر عن حجم الورم أو أيهما ظهر أولا ً .. فالخضوع للجراحة لاستئصال تلك الأورام المتعددة يظلّ هو الخيار الأمثل طالما أمكن ذلك ووفق ضوابط علمية.. إذ يعتمد الأمر على:
⦁ الظروف الصحية والعمرية للمريض
⦁ عدم وجود أورام ثانوية فى الجسم
⦁ توافر الخبرات الطبية الجراحية فى الاستئصال المُعقـّد وإعادة البناء
وفى الغالب فهؤلاء المرضي يحتاجون أيضا ً إلى إعادة البناء مباشرة عبر السدائل والرقعات عن طريق الجراحة الميكروسكوبية.ويسرى الأمر أيضا ًعلى الأورام المرتجعة طالما شملتها الضوابط السابقة.
- Beta
Beta feature
- Beta
Beta feature